مقال ظريف للأستاذة منى سلمان
يشيلك الشال حبوبتي
للأستاذة / منى سلمان
هناك فرق بيّن بيان ضوء الشمس بين رقّة قلب المحب الرومانسي، وبين (خراعة) قلب الهويّن الضعيف .. ولا شيء تكرهه المرأة في الرجل بقدر كراهيتها لضعفه وقلة حيلته .. وشتان ما بين الرومانسية وهوان الكبكبة، كما لا يصح أن نربط بين صفتي الرومانسية والضعف، فنقول بأن الرومانسي هو شخص ضعيف لا يملك زمام عواطفه ويمد حبال الود حتى تتحول لمشنقة تلتف حول عنق رجولته، لأن شخصية الانسان وليس - رومانسيته - هي التي تحدد إن كان هذا الشخص مهزوزاً أم إنه ضعيف ضعف (الإضينة العشاه لبينه) وهذا المثل يعني أن زوجة المعني قد بلغت مبلغاً من الاستخفاف به لدرجة انها (قاعدة تبالغ وتعشيهو رغيف بي لبن عديل( في الحتة دي عندي سؤال منطقي .. فأنا لا أدري ماهو السبب في نبيشة حال من يتعشى باللبن .. مالو العشا باللبن عيبوهو لي ؟ لا بغلط عليكم ولا بوسخ إيديكم .. ! إذن فالشخص الرومانسي يمكن أن يكون بسيط التفكير (غنم الله في بلد الله) أو يكون خارق الذكاء، كما يمكن أن يكون شجاع شجاعة (الأسد النتر وصحّى المرافعين خوف)، أو أن يكون من جماعة (راجل سيدة) العاملين بسياسة الخواف ربّا عيالو وقضّا يومو رومانسيات بدلا عن أن يقضّيه خنق مع أم العيال !! نحن في مجتمع يعاني الجفاف والتصحر العاطفي ويعتبر أن التعبير عن العواطف حرفة النساء، أي يحق للمراة ان تعبر عن عواطفها بينما لابد للرجل من أن يضع صمام أمان يتحكم به على عواطفه، فلا يبديها بسهولة لأن الرجل الذي يعبّر عن حبه وما يجيش في دواخله ضعيف .. رغم أنه لا توجد صلة قرابة بين ممارسة الرومانسية وقوة الشخصية أو ضعفها، ولكنها نفسيات (الأعراب) ومن دار في فلكهم من المستعربين والعرّوب، فهي التي تدفعهم للإعتقاد في ذلك .. ما إن يروا زوجاً محباً (يترامس) مع زوجته حتى يمنّوا عليه بلقب عوير أمو البسلم دقينتو للنسوان ! من يفهم الرومانسية بمعناها الصحيح، سيدعو ويشجع كل انسان بالغ عاقل، محب ومتزوج، ذكرا كان أو أنثى، أن يتصف بها، لأنها كلمة السر ومفتاح ما أغلق من أبواب السعادة الزوجية فالطريق لراحة البال يمر عبر جنائن الرومانسية .. الزوج الموطأ الأكناف الذي يحرص على مراعاة مشاعرزوجته هو الأكثر ذكاء بين الأزواج وليس الأضعف، لأنه يستطيع بذلك أن يتحكم في قلب زوجته ويدخل أعماقها فتصير طوع بنانه .. فغاية الذكاء أن يشتري الرجل دماغه بكلمتين حلوات يرميهن على أسماع زوجته في الصباح، فينجو بها من سماع مواويل نقة الصباح من لسان سيّدة النسوان الفصاح ! ناصحتني صديقة عزيزة عن الرجال، وكيف انهم في الأصل مجرد أطفال كبار يحتاجون للمسايسة والكلام البارد، لكن دون اظهار ضعف من جانب المرأة (عشان الراجل ما يحقر بيها) .. قالت لي (بيني وبينك، الدلع دا ما بنعرف ليهو نحنا السودانيات) وذكّرتني بطرفة عن واحدة كانت تشتكي من غلظة زوجها .. قالوا ليها (شيليهو شيل وما تديهو فرصة يلقى منك تقصير) .. وكان المقصد أن تحمله على كفوف الراحة، ولكن صاحبتنا فهمت انها -تشيلو وتلوليهو - حرفيا، لذلك عندما عاد من العمل فتحت له الباب، اسرعت واحاطته بيديها ثم (قنتت) وقالت وهي تهم برفعه من على الارض بمشقة: قالوا يشيلوك .. تعال نشيلك .. يشيلك الشال حبوبتي !! فالحكاية وما فيها إنو الواحدة تكون صديقة لزوجها، وفي نفس الوقت تعتبره ابنها البكر، والمره الذكية حا تعرف توازن بين الصفتين ديل .. مرة كصديق ومرة كطفل كبير .. أحسن نعتبرو واحد من الاولاد ونشيل همو معاهم .. أصلها ما فارقة .. ده كلام صحبتي ما أنا !! واخيرا نوجه نصيحة للطرفين .. ترومسوا تصحّوا وتطول أعماركم .. مش النقّة بتقصر العمر ؟