نبذة تاريخية وجيزة عن قرية الموسياب
الموسياب كانت تسمى قديماً بالسيالة وكانت بمحاذاة نهر النيل العظيم، حيث تم إعادة تشكيل القرية بعد فيضان 1946، شرق المقر القديم مباشرة وإلى وقت قريب كانت السيالة (الموسياب تحت) عامرة بأهلها قبل أن ترتحل بكاملها شرق القيزان أو ما سمي بالرسم قديماً. والنيل يفيض كعادتة قد القي بكل غضبه علي تلك القرية وقد تم ترحيلها إلي الجهة الشرقية للنيل مكانها الحالي وقد تم تخطيط هذه المنطقة علي يد الشيخ حسن علي العوض وكان يشرف علي التخطيط المهندس الانجليزي مستر رايت والمهندس إبراهيم الفحل وهي من أوائل القرى في السودان التي تم تخطيطها ويرجع الفضل للشيخ حسن علي العوض.
وهي مثل قرى شمال السودان الممتدة على شاطئ النيل...تحمل هموم وطنها وتشاركه أفراحه وأتراحه...متكأة على ضفافه متوشحة لخضرته تعزف في محرابه لحن الخلود تتراقص معه طرباً، مثلما عبر عن ذلك الشاعر إدريس جماع:
والنيل من نشوة الصهباء سلسله وساكنو النيل سمار وندمان
وخفقة الموج أشجان تجاوبها من القلوب التفاتات وأشجان
وهي على الرغم من تخطيطها المهندس بصورة محدثة إلا أنها تحمل الملامح القروية الأصيلة والعتيقة، تلك القرية التي تعد من أكبر قري مدينة الدامر الكبرى وهي تتوسط قريتي الحديبة والجباراب جنوب مدينة الدامر، وتنسب القرية إلي الأب الأكبر موسي بن عبد العالي (أو عبد العلي) بن الملك عرمان وهم أبناء عمومة الجباراب والكبوشاب والمجاذيب ومن أبناء موسي من يقطن شندي وهم موسياب شندي.
هذه المنطقة الزراعية وبها مشروع قد تم تشييدهُ في الخمسينات ومشروع حسن علي وهو من المشاريع الرائده في السودان كما أن الموسياب لهم ضلع في الجهاد إذ كانوا من الذين لهم قصب السبق في الانضمام إلي حملة القائد البطل عبد الرحمن النجومي وقد استشهد منهم من استشهد وأسر من أسر وعاد من عاد من أرض المعركة. وسآتيكم بقائمة هؤلاء الأبطال الذين سطروا التاريخ بدمائهم الذكية. كما اشترك أبناؤها في كافة معارك الأنصار، وكانوا موجودين في كل المعارك البطولية التي سجلها التاريخ منذ الإمام المهدي وحتى اليوم، شاركوا في معركة الجزيرة أبا وأحداث مارس 1970 بود نوباوي المشهورة كما يقول الشاعر الفيتوري:
التقى جيل البطولات
بجيل التضحيات
التقى كل شهيد قهر الظلم ومات
بشهيد لم يزل يبذر في الأرض بذور الذكريات!!!
والرواد في إدارة الموسياب كثر منهم عمر ود علي ود نعمان / رحمة الله ود سمكول /حسن علي / صالح عوض الكريم / فرج الله أحمد، والإدارة لم تكن في يوم من الأيام إدارة فردية حيث يتعاون الجميع في قضايا المنطقة!!